يصعب على جميع الأمهات ممارسة دور "الأم" عند العمل من المنزل، والأصعب هو العمل بدون أطفالك.
وهنا يأتي دورنا لمساعدتك في إنجاز الأمرين معًا: العمل والاستمتاع بالوقت في أثناء تواجدك مع أطفالك في المنزل، وذلك بما نقدمه لك من نصائح.
كيف تتأقلمين عند العمل من المنزل برفقة أطفالك يوميًا؟
حددي نظرتك الفلسفية تجاه العمل من المنزل
عليك تحديد فلسفتك تجاه العمل من المنزل كأم لتتمكني من تحديد أهدافك الخاصة وسبل تحقيقها.ومن هذا المنطلق لا توجد نظرة فلسفية صحيحة أو خاطئة، وقد تتغير فلسفتك مع مرور الوقت لأن كل شخص يرى الأمور بعينه ووفقًا لما يناسبه، ولكن فى الأقل يصبح لديك فكرة واضحة عما تريدين.
تصرفي وكأنك تعملين "من المكتب"
إن حدث وسبق لك العمل من المكتب فلابد أنك تدركين تمامًا كيف تسير الأمور. تبدئي عملك بنشاط ثم تتجهي لأخذ استراحة ثم تواصلي العمل مرة أخرى وتنهي يومك بالعمل على المهام التي تتطلب جهودًا أقل. ولا تخلو محادثاتك مع زملائك في العمل عن الحديث حول البحث عن فرص عمل جديدة حيث يمكنكم تطوير مهاراتكم وكسب المزيد من المال.وعند العمل من المنزل، لابد أن تحافظي على يومك منظم هكذا ولا تنسي استكشاف المزيد من الفرص؛ قد تكون هناك فرصة براتب أعلى وساعات عمل أقل، أو فرصة بمسمى وظيفي أعلى ومهام أقل. أحيانًا، قد يكون الأمر أكثر اخضرارًا على الجانب الآخر.
ارتدٍ من الملابس ما يناسب الموقف
كأم تعمل من المنزل وترغب في تحقيق أعلى النتائج، أنت بحاجة إلى التأكد من أنك ترتدين ملابس العمل المناسبة.ويمكن أن يضمن لك ارتداء القمصان ذات المقولات الفكاهية أو الشخصيات الكرتونية المضحكة بعض المزاج الجيد، وستكون مبهجة لأطفالك أيضًا.
وعليك أن تتذكري دائمًا أن العمل في المنزل حيث وجود الأطفال مجهد بما يكفي لذا لا ترتدي ملابس ضيقة للغاية أو فضفاضة للغاية.
ارتدِ ملابس تجعلك تشعرين بالثقة والراحة والاسترخاء في أثناء العمل في المنزل مع طفلك، أو أي عمل آخر عليك إنجازه في المنزل.
اتبعي الحلول الرقمية
قد يكون خيارك للعمل من المنزل رائعًا حيث التواجد مع أطفالك، لكنه دائمًا ما يشوبه التوتر حيث كثرة عوامل التشتيت وقلة النظام مما يضعف قدرتك على الإنجاز. لذا، عليك الاستفادة من قوة ما نسميه اليوم "بالأتمتة" حيث يمكنك تسهيل مهامك وإنجاز الكثير بنهاية اليوم باستغلال التطبيقات والأدوات الرقمية.
ابحثي عن مجتمعًا
مع ما يشهده العالم من تغيرات، من السهل أن نشعر جميعًا بالعزلة. وجميعنا، كأمهات، نشعر وكأننا وحدنا نعمل من المنزل.لذا، علينا أن نبحث عمن يشبهنا في الشخصية والسمات ونمط الحياة. وهنا يأتي العثور على مجتمعات الأمهات العاملات أمرًا حيويًا حيث العثور على من يشاركك مشكلاتك ويساعدك في العثور على حلول لها. ويمكن تسهيل ذلك بالبحث عنهم في مجموعات "فيسبوك" أو منتديات الأمهات لتجدي من يشاركك اهتماماتك.
حافظي على "إيجابية" أجواء المنزل رغم جميع المشتات
كل ما تبذلين من مجهود للحفاظ على منزلك مكانًا ممتعًا ومريحًا لتحقيق الإنتاجية يهرب من النافذة عندما تأتي الضوضاء والمشتتات من الباب.لذا، فيما يلي بعض النصائح المفيدة للحفاظ على "إيجابية" مكتبك المنزلي:
1- اعملي من مكان هادىْ: ابحثي عن مكان يوفر لك الخصوصية والهدوء. وقد يصعب ذلك إن كنت تعيشين في شقة أو مكان صغير لا يوفر خيارات متعددة، ولكن حاولي البحث عن طرق لتوفير مساحة صغيرة أكثر خصوصية عن باقي الغرف. ويمكنك تحقيق ذلك بوضع حاجز خشبي بسيط أو تشغيل بعض الموسيقى الهادئة لحجب الأصوات الأخرى.
2. ارتدٍ سماعات الرأس إذا لزم الأمر: هناك أوقات تحتاجين فيها إلى التركيز ولكن لا يمكنك التحكم في مستوى ضوضاء الخلفية (مثل ضوضاء الأطفال). إذا كان هذا هو الحال، فابحثي عن سماعات رأس جيدة النوعية تلغي ضوضاء الخلفية. سيسمح لك ذلك بسماع موسيقاك أو مدوناتك الصوتية في أثناء حجب أي ضوضاء مشتتة من حولك.
3. أغلقي كل المشتتات في أثناء العمل: قد يعني هذا وضع الهاتف أو الحاسوب أو التابلت بعيدًا حتى لا تتجهي للاطلاع عليهم في أي وقت خلال اليوم.
ابحثي عن مكان "لك"
بمجرد العثور على المكان المناسب، فإن الخطوة التالية هي جعله يناسب شخصيتك. ابحثي عن بعض أفكار التزيين عبر الإنترنت، وابدئي في تغيير مساحتك الجديدة. هذه طريقة رائعة لبدء الاستمتاع بتجربة عمل في المنزل أكثر راحة وهدوءًا.إن الشيء العظيم في كونك أمًا تعمل من المنزل هو أنه يمكنك إعداد مكتبك في المنزل ليكون واحة من الهدوء. وعندما يكبر الطفل، يمكن إعادة تصميم المكتب وتحويله إلى غرفة ألعاب أو دراسة، وفقًا لاحتياجات الطفل في ذلك الوقت.
اجعلي الأمر ممتعًا
هل يجتمع تحقيق أعلى النتائج مع وجود طفل في المنزل؟ يمكننا القول بأن المهمة ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة أيضًا.كل ما عليك هو إضفاء بعض "المتعة" على الأجواء المنزلية، وهذا لا يعني ترك العمل أو الاستمتاع بوقتك طوال اليوم، لكن عليك تحديد بعض المهام التي تسمح لك بنسيان مسؤولياتك كأم تعمل من المنزل وقضاء بعض الوقت الممتع.
قد يبدو هذا "تحديًا" كبيرًا للغاية، ولكن لتحقيق أعلى النتائج، فلا خيارات أخرى سوى تجربة بعض الأشياء الجديدة.
اكتشفي الأنشطة المفضلة لأطفالك وأشركيهم في عملك
يحب أطفالك المشاركة في عملك، فلماذا لا تشركيهم؟ يعلمهم ذلك المزيد عن العالم الحقيقي ويساعدك على التركيز على مهامك اليومية عند العمل من المنزل.إذا كنت تخططين لإشراك طفلك في عملك، فإن أول ما ينبغي فعله هو معرفة ما يحبه طفلك عبر سؤاله عن ذلك مباشرةً.
لنفترض أن أحد أطفالك يحب المساعدة في المطبخ، مثلاً، يمكنك إسناد بعض المهام البسيطة له مثل صنع "الكوكيز" أو تقشير الخضروات في عطلة نهاية الأسبوع .. يستمتع طفلك بذلك وتوفري أنت بعض المجهود.
نظمي المهام اليومية حول أنشطتهم
وجود الأطفال يعني نسيان "وقت الفراغ" لدى الأمهات. ودائمًا ما تنسى الأم تلك الأوقات التي يمكنها فيها الخروج وحدها مع صديقاتها أو الذهاب للتسوق أو ممارسة رياضتها المفضلة. ولكن، إذا تمكنت الأم من تنظيم بعض الأنشطة الأخرى مثل تنظيف المنزل أو البستنة أو حتى مجرد المشي في أثناء انشغال أطفالها ستحظى بشعور جيد حيث تغيير وتيرة يومها العادي.ويمكن أيضًا استثمار وقت انشغال الطفل وإنجاز بعض المهام التي تطلب تركيزًا أكثر. إن كان تمرين السباحة يوم الإثنين والخميس من كل أسبوع، مثلاً، يمكنك خلال هذه الساعة إنجاز مهمة محددة لتوفير المزيد من الجهد لأطفالك في أوقات فراغهم.
ابحثي عن طريقة لإنجاز الواجبات المنزلية بذكاء
تحتاجين للعثور على المزيد من الطرق لإنجاز الأعمال المنزلية في أقل وقت ممكن حيث توفير المزيد من الوقت والجهد لنفسك ولعائلتك.ويمكنك تحقيق ذلك بتعيين مساعدة منزلية أو إنجاز مهامك المنزلية أولاً بأول حتى لا تتراكم المهام ويطول وقت إنجازها.
اكتشفي كيفية تفويض المهام
من السهل القول بأنك ستفوضين المهام عند الشعور بالتعب أو الإرهاق، ولكن من الصعب للغاية القيام بذلك، خاصةً عند غياب "التنظيم." ومن أجل تفويض فعال، لابد من توفير المزيد من الوقت وتنظيم المهام والبحث عن سبل توفير قسط أكبر من الراحة.لتفويض المهام بفاعلية، فكري في ما يجب القيام به. على سبيل المثال، إذا كنت تريدين تنظيف غرف أطفالك، فابدئي بالتفكير في الخطوات المتبعة في هذه العملية. هل هناك أشياء معينة يجب عليهم تجنبها؟ هل هم بحاجة لترتيب أسرتهم؟ هل يحتاجون إلى التقاط الملابس المتسخة من الأرض؟ يمكن للأطفال القيام بكل هذه الأشياء الصغيرة بسرعة وسهولة.
حددي فترات راحة لنفسك
وقت الراحة هو الوقت المخصص للاسترخاء وإعادة شحن طاقتك حتى تكونين أكثر كفاءة وإنتاجية طوال اليوم. وهناك العديد من الطرق التي يمكنك بها دمج فترات الراحة في يومك بنجاح دون تعطيل إنتاجيتك أو إهدار الوقت اللازم لمسؤوليات وظيفتك.ويأتي بين الأنشطة التي يمكن ممارستها في أثناء فترات الراحة لتجنب الإرهاق بسبب الإجهاد المفرط، ما يلي:
- أحصلي على إجازة لمدة يوم واحد على الأقل أسبوعيًا من الأعمال المنزلية.
- حددي يوم ليتفاعل أطفالك مع غيرهم لتعزيز مهارات التواصل الاجتماعي لديهم.
- خذي أطفالك للنوم في تمام الساعة الثامنة حتى تتمكني من الاسترخاء لبعض الوقت قبل النوم.
كوني متسقة
"الاتساق" هو كلمة السر لك عند العمل من المنزل. قد يصعب ذلك عند وجود أطفال حيث لا يفكرون بشيء سوى اللعب.لكن، وضع جدول والالتزام به يضمن لك المزيد من الشعور بالإيجابية والاسترخاء. إذا حان وقت "القراءة،" اتركي اللاب توب جانبًا وهكذا.
اظهري ما لديك من روح ريادة الأعمال
كأم تعمل من المنزل، عليك دائمًا استثمار ما يتبقى من وقت للعثور على طرق تمكنك من كسب بعض الأموال الإضافية.وللعثور على المزيد من الأفكار، ألق نظرة على وظيفتك الحالية وحددي نقاط القوة التي يمكنك استثمار مهاراتك فيها. إذا كنت تمتلكين مهارات استثنائية في التعامل مع الحاسوب، مثلا، فهناك المئات من فرص العمل المتاحة عبر الإنترنت.
اكتشفي بعضها هنا:
حافظي على التوازن بين عملك وحياتك الأسرية
تأتي بين أفضل طريقة للحفاظ على التوازن بين عملك وحياتك الأسرية هي التخطيط المسبق وكتابة كل شيء. يمكنك كتابة قائمة بالأشياء التي ينبغي إنجازها يوميًا والتأكد من إنجازها بمراجعة القائمة.ويمكنك أيضًا التخطيط مسبقًا لأنشطة عطلة نهاية الأسبوع مثل الخروج مع عائلتك أو حضور الفعاليات أو مشاهدة الأفلام.
يساعد التخطيط المسبق على إنجاز المزيد من المهام بالقليل من الجهد.
وختامًا،
ليس من السهل أبدًا ترك أطفالك خلفك، خاصة إذا كنت تعملين من المنزل - مما يمنحك فرصة نادرة لقضاء اليوم معهم. ولكن كانت هذه بعض النصائح المفيدة التي يمكنك بها التعامل مع أطفالك مع الشعور بالراحة الكافية لإنجاز بعض الأعمال.نتمنى لجميع الأمهات الحفاظ على حياة مهنية رائعة مع أسرة سعيدة! ❤️️