بعد دخول الذكاء الاصطناعي في كل المجالات في حياتنا اليومية، كان سوق العمل أحد هذه المجالات التي تأثرت بشكل قوي بالذكاء الاصطناعي على عدة نواحي. إحدى هذه النواحي أن الذكاء الاصطناعي يعتبر وسيلة فعالة لتعزيز التنوع والشمول في سوق العمل، وهما عاملان مهمان لنجاح الشركات والمؤسسات وتطورها. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تحقيق التنوع والشمول، من خلال استخدام تقنياته في عدة مهام مثل تحليل البيانات، وتحسين عمليات التوظيف، وتوفير بيئات عمل أكثر توازناً ودعماً لمختلف الفئات. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز التنوع والشمول في سوق العمل هذا هو مجال اهتمامنا اليوم ولكن أولًا لنفهم معنى التنوع والشمول في سوق العمل؟ وما أهمية تحقيقهم في بيئات العمل.
ما معنى التنوع والشمول في سوق العمل؟ وما أهمية تحقيقهم في بيئات العمل
التنوع في سوق العمل يعني ضمان وجود مجموعة متنوعة من الأفراد الذين يختلفون في العديد من الصفات مثل:الجنس: تحقيق توظيف كلا من الذكور والإناث في المناصب المناسبة لهم.
العمر: أن يشمل سوق العمل موظفين من مختلف الأعمار، من الشباب إلى كبار السن.
العرق والثقافة: لا يتم احتكار سوق العمل لصالح خلفيات ثقافية أو عرقية محددة.
التعليم والخبرة: وجود موظفين بمستويات مختلفة من التعليم والخبرة والمهارات.
الأشخاص ذوي القدرات الخاصة: دمج الأفراد ذوي الإعاقة في بيئة العمل.
أما الشمول في سوق العمل يشير إلى السياسات والممارسات التي تضمن أن يشعر جميع الموظفين بالترحيب والاحترام والدعم بغض النظر عن خلفياتهم أو اختلافاتهم. مثل:
التكافؤ في الفرص: ضمان أن جميع الموظفين لديهم نفس الفرص للترقية والتطوير المهني مادامت خبرتهم ومهاراتهم تستحق ذلك.
البيئة الداعمة للجميع: خلق بيئة عمل تشجع على التعاون والاحترام المتبادل لجميع الموظفين وعدم تهميش أشخاص أو فئة بعينها.
التدريب والتوعية: حصول جميع الأفراد الذين هم بحاجة للتدريب على فرص مناسبة لهم حسب احتياجهم أي عدم توفير التطوير لمجموعة بذاتها وإهمال البقية.
السياسات المرنة: تطبيق المرونة في العمل مع جميع الموظفين، مثل ساعات العمل المرنة والعمل عن بعد.
تظهر أهمية التنوع والشمول في سوق العمل في عدة محاور يكون محصلتها جميعًا في النهاية هي تحسين جودة العمل ورفع كفاءة الإنتاج وبالتالي تحقيق رضا العملاء وتحقيق مزيد من المكاسب للشركات. النقاط التالية تفصيلًا لهذه المحاور:
- فرق العمل المتنوعة تعني وجود مجموعة واسعة من الأفكار ووجهات النظر، وهذا يؤدي إلى الإبداع أي الخروج بأفكار جديدة لصالح الشركة وموظفيها وبالطبع لصالح العملاء.
- يشعر الموظفون الذين يعملون في بيئة متنوعة وشاملة بالدعم والاحترام، مما يزيد من رضاهم الوظيفي والتزامهم بالعمل.
- الشركات التي تلتزم بسياسات التنوع والشمول يكون ذلك سببًا لتحسين سمعة الشركة وبالتالي تكون أكثر جاذبية للعملاء والموظفين.
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز التنوع والشمول في سوق العمل
نطرح عليك أربعة محاور عملت عليها الشركات لتحقيق التنوع والشمول في سوق العمل، الأخيرة هي الأهم والأكثر افادة.تحليل البيانات
من أهم تقنيات الذكاء الاصطناعي أنه يمكن الاعتماد عليه في تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة ودقة، يمكن للشركات الاستفادة من ذلك في تحقيق التنوع والشمول داخلها عن طريق تحليل بيانات الموظفين لتحديد الخلل في التنوع وتقديم توصيات لتحسينه.
على سبيل المثال، يمكن للشركات استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل أنواع المهارات لدى الموظفين ومقارنتها بالمهارات المطلوبة في المناصب التي يمتلكها هؤلاء الموظفين وتحديد ما إذا كانت مناسبة أو سوف يقدم الذكاء الاصطناعي اقتراحات وتوصيات بطرق التحسين لتحقيق احتياجات الشركة.
تحليل بيانات الموظفين أيضًا يساعد الشركات على وضع برامج تدريب مناسبة لمستوى الموظفين، وكذلك خطط لتوفير بيئة عمل تتسم بالشمول لتحقيق راحة الموظفين مما ينعكس على جودة العمل.
توفير بيئات عمل متوازنة
ذكرنا سابقًا أن بيئة العمل المتوازنة هي من أساسيات تحقيق الشمول . بجانب تحليل البياني، يمكن للشركات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في خلق بيئات عمل متوازنة لضمان تحقيق التنوع والشمول.
يمكن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مراقبة وتحليل أسلوب العمل داخل الشركة وتفاعل الموظفين على مدار اليوم، مما يساعد في تحديد هناك أي تحديات أو مشكلات ثم يقترح الذكاء الاصطناعي خطة لعلاج هذه المشكلات حتى لا تكون عقبة في طريق تحقيق بيئة عمل متوازنة التي هي من المحاور الأساسية لتحقيق الشمول.
على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحليل الاستبيانات واستطلاعات الرأي الخاصة بالموظفين التي على الشركات القيام بها بشكل دوري، هذا التحليل يعطي نظرة شاملة حول مدى رضا الموظفين وشعورهم بالانتماء والدعم والمرونة في بيئة العمل. بناءًا على نتائج التحليل يمكن للشركات اتخاذ إجراءات فعّالة لتحسين بيئة العمل، مثل تطوير برامج الدعم النفسي، وتعديل سياسات العمل لتصبح أكثر مرونة حتى تراعي ظروف واحتياجات جميع الموظفين.
التعليم والتدريب
لا تقف تقنيات الذكاء الاصطناعي عند التحليل فقط وإنما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحقق التنوع والشمول في بيئة العمل أيضًا من خلال توفير برامج تعليمية وتدريبية مخصصة. يتم ذلك عن طريق استخدام تقنيات تقنيات التعلم الآلي، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد النقص في المهارات والمعرفة بين الموظفين وتقديم اقتراحات لدورات تدريبية مخصصة تلبي احتياج كل موظف حسب مستواه الفردي.
هذه الاقتراحات تشمل ترشيحات لأسماء ومصادر لدورات تدريبية حول المهارات التقنية، وكذلك المهارات الشخصية مثل التواصل الفعال مع زملاء العمل، وفهم التغيرات المفاجئة التي تطرأ على بيئة العمل وكيفية التعامل معها.
اكتساب وتحسين هذه المهارات، يجعل الموظفين أن يصبحوا أكثر كفاءة في العمل وأكثر تعاونًا، وتفهماً لاحتياجاتهم واحتياجات زملائهم المختلفين، مما يأخذنا في النهاية لتحقيق بيئة عمل أكثر شمولية.
تحسين عمليات التوظيف
هي أكثر وأهم الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز بها التنوع والشمول في سوق العمل من بين الطرق السابقة التي ذكرناها. ولهذا السبب تركنا الحديث عنها للنهاية للتوسع في شرح كيفية الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات التوظيف مع ذكر أمثلة عملية على ذلك.في الطرق التقليدية، تكون عملية التوظيف تعتمد بشكل كبير على البشر، وتكون أكثر تعقيدًا وإجهادًا حيث يتوجب على الباحثين عن العمل البحث لوقت طويل على منصات التوظيف على الوظائف التي قد تكون مناسبة لهم، ثم تصفية هذه الوظائف لعدد أقل ثم التقديم يدويًا على كل ما تبقى من الوظائف. ثم بعد ذلك على الشركات فحص جميع السير الذاتية المقدمة لها وتحديد هل مهارات أصحاب السير الذاتية متوافقة مع الوظيفة أم لا. كل هذه الخطوات تأخذ وقتًا كبيرًا وجهدًا كثيفًا وقد يؤدي إلى وجود بعض التحيزات غير مقصودة تؤثر على قرارات التوظيف وبالتالي لا تحقق التنوع والشمول بالشكل الكافي.
هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي حيث يمكن أن يقلل من هذه التحيزات من خلال تحليل السيرة الذاتية وتحديد المهارات والخبرات المطلوبة بشكل موضوعي. ثم تصفية السير الذاتية وطلبات التقديم باستخدام أنظمة التتبع ATS بناءً على معايير محددة، مما يساعد على اختيار المرشحين الأنسب دون التحيز بسبب عوامل شخصية مثل الجنس أو العرق أو الخلفية الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُستخدم في إجراء مقابلات أولية عبر برامج الفيديو التفاعلية، مما يوفر على أصحاب الشركات القيام بمقابلات عمل كثيرة في الواقع .
أمثلة واقعية لشركات استخدمت الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنوع والشمول في بيئة العمل
- قامت شركة Unilever باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في عمليات التوظيف، مما ساعدها على الوصول إلى موظيفين بالمهارات المطلوبة لكنهم متنوعين في السن والجنس والثقافة فاستطاعت زيادة نسبة التنوع في فرق العمل.
- استخدمت شركة IBM تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الموظفين ثم الاستفادة من الاقتراحات والتوصيات لتحسين نسبة التنوع والشمول داخل بيئة عمل الشركة.
- منصة د.جوب للتوظيف استطاعت خدمة العديد من الباحثين عن العمل حول العالم وكذلك الشركات التي تبحث عن الموظفين المناسبين عن طريق خدمات السيرة الذاتية وخدمة التقديم التلقائي للوظائف و خدمة التوظيف العكسي . إليك تفصيلًا عن واحدة من هذه الخدمات:
خدمة التقديم التلقائي للوظائف من د.جوب
بدلًا من أن تقضي عدة ساعات يوميًا في التقديم للوظائف على منصات التوظيف، أترك هذه المهمة لخدمة التقديم التلقائي من د.جوب وتفرغ أنت لمواصلة التعلم والتدريب والاستعداد لمقابلات العمل التي سوف تعرض عليك قريبًا نتيجة لاستخدامك خدمة التقديم التلقائي.
تعمل خدمة التقديم التلقائي في خطوات بسيطة تجعل الخدمة سهلة على المستخدمين.
الخطوة الأولى: إنشاء ملف شخصي يحتوي على سيرتك الذاتية والمهارات والخبرات الخاصة بك مع اختيارات التفضيلات التي تحتاجها في الوظيفة مثل البلد، نوع الدوام كلي أم جزئي أم عمل عن بعد، وكذلك يمكنك اختيار مسمى وظيفي محدد.
الخطوة الثانية : انتهت مهمتك في الخطوة السابقة ! الآن استرخي الباقي كله تحت اهتمام د.جوب. سوف يقوم د.جوب بالبحث عن الوظائف التي تتناسب مع عبر المواقع الالكترونية للشركات ومنصات التوظيف ويتحقق من أكبر تطابق بين معلوماتك ومعلومات الوظائف المتاحة ويقوم بالتقديم على هذه الوظائف نيابة عنك.
الخطوة الثالثة: يمكنك تتبع الطلبات التي تم تقديمها من أجلك من خلال حسابك الشخصي والموافقة على ما تراه مناسب وكذلك معرفة حالة كل طلب وفي أي مرحلة.
قريبًا سوف تتلقى إشعار قبولك لحضور مقابلة عمل من أحد الشركات التي تم التقديم عليها حيث أن مستخدمي هذه الخدمة أخبروا منصة د.جوب أنهم أصبحوا يتلقون عروض عمل بنسبة أكبر ٣ أضعاف مقارنة بما قبل استخدام الخدمة.
أسئلة شائعة حول كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز التنوع والشمول في سوق العمل
ما التحديات التي يجب مراعاتها عند استخدام الذكاء الاصطناعي في سوق العمل؟
هناك العديد من التحديات التي ظهرت مع استخدام الذكاء الاصطناعي في سوق العمل أهمها:
- ضمان أن تكون البيانات التي يُستخدمها الذكاء الاصطناعي دقيقة وخالية من التحيزات. عند وجود التحيز أو عدم دقة ، فقد يؤدي ذلك إلى نتائج غير صحيحة وغير عادلة.
- ضمان أن يكون استخدام الذكاء الاصطناعي أخلاقياً يراعي حقوق الخصوصية للموظفين. وهنا ظهرت الحاجة لتقنيات الأمن السيبراني لحماية الأنظمة والمعلومات من الاختراق.
- من المهم أيضاً أن يكون هناك إشراف بشري على عمليات الذكاء الاصطناعي لضمان أنها تسير بشكل صحيح وتحقق الأهداف المطلوبة.
- الاستفادة من أدوات وخدمات الذكاء الاصطناعي المتاحة بأسعار مناسبة لميزانية الشركة لتحليل بيانات التوظيف.
- توفير برامج تدريبية رقمية لزيادة الوعي بأهمية الشمول والتنوع لدى الموظفين.
استخدام خدمات منصات التوظيف التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتصفية المرشحين بموضوعية والوصول للموظفين أصحاب المهارات التي تتفق مع احتياجات الشركة.
من خلال الأمثلة السابقة لعلك أدركت كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز التنوع والشمول في سوق العمل. أهم التطبيقات لاستخدام الذكاء الاصطناعي في سوق العمل هي: تحسين عمليات التوظيف، وتحليل البيانات بشكل دقيق، وتوفير بيئات عمل متوازنة. بهذه التطبيقات يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد الشركات على بناء فرق عمل تتسم بالتنوع والشمول وبالتالي الاستفادة من فوائد التنوع والشمول لتحقيق أهداف الشركة بأفضل جودة وتحقيق رضا الموظفين وكذلك العملاء. ومع ذلك ما زال سوق العمل بحاجة للمزيد من التحسينات للقدرة على التعامل مع التحديات التي ظهر مع الذكاء الاصطناعي.