
يُرغم -اليوم- انتشار فيروس كورونا جميع الأمهات على العمل عن بعد. ونتيجة لهذا، وجدت الأمهات أنفسهن يعانين بين مطالب أطفالهم التي لا تنتهي نهارًا وليلاً، والجهود المطلوبة لإنهاء عملهن في الوقت المحدد. فالأمر ليس بمزحة!
تعتبر تلك الأيام هي "فترة الإحباط" لدى الأمهات، بالرغم من أن لديهم العديد من المهام، ومواعيد التسليم، وتنبيهات رسائل البريد الإلكتروني، والأسئلة، والمشكلات الأخرى مما يجعل رؤوسهم مدفونة طوال اليوم في أجهزة الكومبيوتر المحمولة الخاصة بهم، إلا أنهم مسؤولون عن حياة عائلية أخرى.
من الصعب أن تكوني أمًا وزوجة وامرأة عاملة في آن واحد. ولكن الأصعب فعليًا، هو العمل من المنزل مع ابن صغير أو ابنة تمسك بساقك، وأعمال منزلية تنتظرك ، وأطباق غير نظيفة تنظر إليكِ أثناء عملك، و مصادر التشتيت حولك في كل مكان. وبعض الأيام جيدة وبعض الأيام مرهقة، إنها كالأرجوحة!
إذا لم تتمكني من الحفاظ على التوازن بين العمل والمنزل، سوف تصبحي طوال الوقت إما أمًا فقط أو امرأة عاملة فقط. إن تحقيق التوازن أمر بالغ الصعوبة.
يقول تشارلز كترنج: "إن المشكلة حين ندون تفاصيلها نكون قد حصلنا على نصف حلها."
في ضوء هذا، سأشارك معِكْ في تلك المقالة التحديات الأكثر شيوعًا التي تواجه الأم العاملة من المنزل ونصائح للتغلب عليها.
التحديات
1- التشتيت، التشتيت، التشتيت

يستحيل العمل دون إزعاج لأكثر من دقيقتين، أثناء العمل من المنزل. كل ثانية واحدة ستسمعي "مامي أريد أن أتناول الطعام"، "مامي أنا بحاجة إلى وجبة خفيفة"، "مامي انظري هذه اللعبة"، "مامي أحضر لي الماء، عدد لا يحصى من كلمة "ماما" خلال نفس الساعة لتنظري إلى كل شئ يفعله/تفعله.
هناك أيضًا حالات طوارئ تضطرين فيها إلى القيام من مقعدك للقيام بشيء عاجل، وقد يكون هذا في منتصف كتابتك لرسالة بريد إلكتروني أو إجراء مكالمة هاتفية مع مديرك.
2- التشتيت بسبب العمل

حددى المكالمات أثناء ساعات العمل لأنها قد تشتت انتباهك عن عملك.
استخدمى تطبيقات معرِّف المتصل وأرسلي المكالمات إلى البريد الصوتي أثناء تركيزك على العمل.
3- شعور الأم بالذنب

4- التأثيرات السلبية على التقدم المهني

وعلاوة على ذلك، فكونك تتلقي مكالمة فيديو أو مكالمة هاتفية يرفع من مستوى صوت المنزل تلقائيًا. ليسمع المديرين تباكي طفل واعتذارات أم بدلاً من مشاركة الأفكار العملية، مما يجعلك تشعرين بالضيق لأن هذه ليست الطريقة المهنية التي توَدي أن تظهري بها.
5- الأعمال المنزلية

إذاً، كيف يمكن للأمهات تحقيق أهدافهم المهنية أثناء تواجدهم بين جدران بيوتهم متحملين مسئولية أمور حيوية أخرى؟ هل من السهل تحقيق التوازن بين العمل والحياة؟
تقول رونا ملنريك: "مادام هناك تحدي، هناك حل"
11نصيحة لمواجهة التحديات التي تواجه الأم العاملة من المنزل
- قومى بتصميم مساحة عمل هادئة

لذا قومي بتعيين مساحة عمل بحيث يمكنك تحفيز عقلك بأن وقت العمل الآن ولتجعلي بعض مصادر التشتيت بعيدة عنكِ.
2- استيقظي مبكرًا

3- ضعي جدول زمني لإنتاجية أكثر في العمل وضعي خطة لأوقات التوقف

تجنبي العمل على الأشياء المهمة عندما لا يكون لديكِ ما يكفي من الطاقة لتجنب ارتكاب الأخطاء. ستستغرقي وقتًا أطول بكثير في يوم العمل التالي لإصلاح هذه الأخطاء، وستواجهين مشكلة "التسويف".
لن تتمكني من إيقاف جميع مصادر التشتيت، لذا خطّطي لها. امنحي نفسك المزيد من الوقت؛ وإذا كانت المهمة ستسغرق نصف ساعة، فقُومي بجدولتها على أن تستغرق ساعة. سيساعدك هذا الهامش الزمنى على تجنب الإنهاك.
كما سيساعدك تحديد جميع مصادر التشتيت في العثور على حلول تحافظ على إنتاجيتك وإبداعك.
4- ضعي أهداف واقعية

5- لا تؤخري عملك واستعدي لتعدد المهام.

ضعي جدولاً بأهدافك اليومية للحفاظ على تنظيم كل شيء.
كوني مستعدة للقيام بمهام متعددة؛ وكأم، يجب أن تتعلمي مهارات "تعدد المهام". تعرّفي على كيفية إجراء مهام متعددة، ومتى تقومي بمهام متعددة في آن واحد. من الضروري تحقيق التوازن بين العمل والحياة أثناء العمل من المنزل.
6- أوقفى تنبيهات الشبكة والتطبيقات ومصادر التشتيت الأخرى في الهاتف

7- ضعي حدود زمنية وخصصي وقت للعائلة

خصصي وقتًا لعائلتك؛ لا تلتصقي بجهاز الكمبيوتر للعمل طوال اليوم. عليكِ الحد من استخدام الهاتف الخلوي ومنصات التواصل الإجتماعي عندما يحين الوقت المخصص لعائلتك - امنعي ما يُشتتك من أن تكونى أمًا.
8- علّمي طفلك "الترفيه الذاتي"

كما أنه سيُبقي طفلك مشغولاً، مما يوفر لك بعض الوقت الحر لإرسال رسائل البريد الإلكتروني، ووضع الخطط،... إلخ.
9- اطلبي المساعدة وأنشئي شبكة دعم اجتماعي

يمكن أن يكون زوجك داعمًا كبيراً؛ ويمكنك ترك طفلك معه حتى يكون لديك الوقت لإنجاز بعض العمل.
حتى طفلك يمكنه أن يساعدك في الأعمال اليومية. خصصي له مهام لأخذ قسط من الراحة من أعباء المنزل.
أنشئي شبكة دعم اجتماعي؛ يمكنك التواصل مع الأمهات العاملات من المنزل الأخريات، وجمع الأموال، واستئجار جليسة أطفال لرعاية جميع أطفالكم لساعات قليلة حتى تتمكنوا من القيام بالمزيد من العمل بإنتاجية بدون أي مصادر تشتيت.
10-قومي بالترتيب للأنشطة العائلية الممتعة

اذهبي للمشي مع عائلتك. اتركي العمل خلف ظهرك وقومي بكل ما يجدد نشاطك.
على الرغم من أنه من الصعب التركيز على عملك أثناء تربية طفل (أو العديد من الأطفال) الذي يحتاج إليك لتلبية كل شيء، إلا أن هذا يمكن أن يعيد شحن طاقتِك للتعامل مع التحديات الكبيرة التي تواجهيها كل يوم.
11- لا تنسي حب نفسك

بدون تجديد، لن تتمكني من قضاء كل يومك كامرأة عاملة، أو كأم في المنزل.
خذي قسطًا من الراحة! ستندهشي من شعورك بتحسن وتحفز أكبر بكثير لمواجهة التحدي في الأيام المقبلة.
ضعي روتين لطفلك؛ من خلال وضع روتين له، أنت تعلّميه كيفية الحفاظ على الإنتاجية، والانضباط، وإنجاز المهام في الوقت المحدد. قومى بعمل جدول يومي يتضمن قائمة بالأشياء التي يجب عليكِ إتمامها.
عندما تشعري بالإحباط أو باليأس، تذكري فقط أنك "امرأة خارقة" تعملي بشكل مهني، وتعطى طفلك درسًا في كيفية العمل بجد وتحمل المسؤولية. في نهاية كل يوم، احتفلي بما أنجزتيه وأفتخري بنفسك.

آمل أن تكوني قد استمتعتي بهذه المقالة، وتعرفتي على بعض النصائح الجديدة للتعامل مع تحديات العمل من المنزل في حال وجود طفل صغير. ليس الأمر سهلاً على الإطلاق، ولكن على الأقل يمكن القيام به بطريقة لا تجعلك تفقدي عقلك. إذا كانت لديكِ أي نصائح أخرى مفيدة، أخبرينا بها في التعليقات أدناه!