العمل من المنزل في رمضان .. نعمة نعيشها أم نقمة ننتظر زوالها؟|د.جوب

العمل من المنزل في شهر رمضان- نحتفل الآن بحلول أحب الشهور لقلوبنا جميعًا. وهذا يعني أن البعض منا يحتاج إلى العمل من المنزل خلال شهر رمضان.

وهنا نجد فريقين؛ الأول يشجع على العمل من المنزل والثاني يرى أن العمل يعني الحضور إلى المكتب يوميًا.

وحسب تجربتي للعمل من المنزل في رمضان لمدة عامين على التوالي، أشاركك اليوم تجربتي بما تتسم به من مزايا وعيوب لأساعدك لاتخاذ القرار الأنسب لك.

مزايا العمل من المنزل خلال شهر رمضان

يمكنك توفير وقت الانتقال من وإلى المكتب يوميًا

تبرز أهمية توفير الوقت إذا كنت تعيش بعيدًا عن مكتبك حيث يمكنك الاستفادة من هذا الوقت لأشياء أخرى مثل الصلاة أو النوم أو مشاركة عائلتك يومهم في رمضان.

إضافةً إلى ذلك، يُجنبك العمل من المنزل إهدار الوقت بحثًا عن مكان لوقوف السيارات ويُجنبك الاختناقات المرورية التي تأتي مع شهر رمضان بسبب تواجد الكثير من الناس على الطرقات خلال هذا الشهر حيث أنهم ذاهبون لزيارة عائلاتهم أو شراء هدايا عيد الفطر.

يمكنك التحكم في البيئة التي تصوم فيها

يمكنك التحكم في البيئة التي تصوم فيها: هذا يعني أنك لست مضطرًا لرؤية أو شم رائحة الطعام لأن الناس يأكلون من حولك. لن تشعر أيضًا بالضغط من زملائك في العمل للانضمام إليهم لتناول طعام الغداء أو العشاء لأنك ستتمكن من قول لا بثقة.

ويمكنك ارتداء ملابس مريحة فضفاضة ومصنوعة من أقمشة تسمح بمرور الهواء مثل القطن. يمكنك تشغيل مكيف الهواء أو استخدام مروحة أو مرطب إذا كان الطقس حارًا بالخارج.

يمكنك الحفاظ على لياقتك وصحتك

يمكنك حقًا الاعتناء بنفسك أثناء الصيام في المنزل، عن طريق الحصول على مزيد من الراحة وممارسة الرياضة.

بمعنى آخر، ستسمتع بقسط كافٍ من النوم حيث يوصى بالحصول على ثماني ساعات من النوم كل ليلة، لكن ليس من الممكن دائمًا القيام بذلك عندما نكون مشغولين في العمل.

وأيضا، كثير من الناس يخرجون لوقت متأخر خلال شهر رمضان وإذا بقيت في المنزل، سيكون لديك وقت للنوم طوال الليل كل ليلة.

وتظهر الدراسات أنه عندما نحصل على قسط كافٍ من النم ، فإننا نميل إلى تناول كميات أقل واتخاذ خيارات طعام أفضل.

سيكون لديك أيضًا المزيد من الطاقة لممارسة الرياضة لأنك تستريح أكثر. وسيساعد ذلك جسمك أيضًا على هضم الطعام بشكل أفضل ويسهل عليك خسارة الوزن إذا كان هذا هو هدفك!

يمكنك الاستمتاع ب"روحانيات" شهر رمضان

فضلاً عن كونه شهر "الصوم،" فإن شهر رمضان أيضًا هو شهر الإكثار من العبادات حيث الصلاة وتلاوة القرآن والأعمال الصالحة الأخرى. ويمنعنا التواجد في مكان العمل من ممارسة تلك الطقوس الدينية.

وتعاني الكثير من النساء، تحديدًا، من مشكلات تتعلق بأوقات الصلاة ويجدن أيضًا صعوبة في الصيام خلال هذا الشهر الكريم لأنه قد يُطلب منهن البقاء بعد ساعات العمل أو لأنهن غير قادرات على التركيز بشكل كامل في العمل.

لذا، فإن العمل من المنزل في شهر رمضان، يأتي ليدعمك لتمارس واجباتك الدينية على أكمل وجه في هذا الشهر الفضيل.

يمكنك قضاء المزيد من الوقت لطهي أطباق الإفطار الصحية والتقليدية

إن تناول الإفطار الصحي والتقليدي بعد يوم طويل من الصيام أمر ضروري لكل مسلم. ومع ذلك، مع مهام العمل اللانهائية، غالبًا ما يكون من الصعب العودة إلى المنزل في الوقت المحدد لإعداد هذه الوجبة. وحتى إذا وصلت إلى المنزل في الوقت المناسب، فلا شك أن إجهاد اليوم سيدفعك للخيارات السريعة مثل البرجر أو البيتزا بدلاً من ذلك.

وهنا تأتي أهمية العمل من المنزل في رمضان حيث يمنحك مزيدًا من الوقت لتحضير وجبة الإفطار لتستمتع بإفطار صحي وتقليدي طوال شهر رمضان.

يمكنك التغلب على شعور الجوع والعطش لفترة أطول

نظرًا لأنك لست بحاجة إلى الخروج من مكانك، فهذا يوفر الوقت والطاقة. ستكون قادرًا على التركيز على عملك أكثر من المعتاد. ليس هذا فحسب، بل سيساعد العمل من المنزل في رمضان أيضًا في بناء عادات جيدة لمستقبلك.

اقرأ أيضًا:

• تعمل في رمضان؟ إليك 10 وظائف للعمل من المنزل في مصر| د.جوب
• 40 نصيحة تجعل شهر رمضان أسهل للمستقلين|د..جوب
• كيف تحصل على وظيفة في الإمارات خلال شهر رمضان؟|د.جوب

مساوئ العمل من المنزل في رمضان

ضرورة تحضير وجبات الطعام أثناء النهار

مع أننا ذكرناها ضمن مزايا العمل من المنزل، إلا أن ترك العمل والتفكير في ماذا ستتناول ومتى ستبدأ إعداد الطعام من أهم عوامل التشتيت عند العمل من المنزل في رمضان حيث قد تدفعك الظروف أحيانًا إلى البدء من إعداد الطعام مبكرًا لوجود أطفال أو لحضور الضيوف أو لأنك تبحث عن بعض الراحة بعد العمل لتجد أنك لا تدري متى تعمل ومتى تعد الطعام فتدور في دائرة اختلاط أوقات العمل والحياة اللانهائية.

ضرورة رعاية الأطفال في المنزل أثناء النهار

يجد الكثير من الأشخاص الذين يعملون من المنزل أنهم لا يستطيعون إنجاز الكثير بسبب الحاجة إلى رعاية الأطفال في المنزل أثناء النهار. حتى لو كان أطفالك في المدرسة، فلا يزال يتعين عليك رعايتهم عند عودتهم إلى المنزل. ومن الصعب جدًا التوفيق بين العمل من المنزل ورعاية الأطفال.

ضرورة إنجاز جميع المهام بتركيز

يمكن أن يمثل العمل من المنزل خلال شهر رمضان تحديًا. من الصعب أن تظل منتجًا ومحافظًا على تركيزك طوال اليوم، خاصةً عندما تكون صائمًا.

قد تقلق بشأن عدم إنجاز عملك في الوقت المناسب في نهاية اليوم، وقد تشعر بالذنب بشأن قضاء وقت شخصي للراحة.

ولكن إذا كنت تعتني بنفسك وتخطط مسبقًا، فمن الممكن أن تبقي وظيفتك على المسار الصحيح وتحصل على ما تحتاجه من راحة.

لا يوجد زملاء يدفعونك لتكون منتجًا

عندما تعمل من المكتب، هناك زملائك أو مديرك ممن يسألون بين الحين والآخر عن تقدم العمل وقد يطلب منك أحدهم إنجاز إحدى المهام سريعًا مما يدفعك للتركيز لتنجز عملك حتى لا تبدو كسولاً أمامهم.

ولكن عند العمل من المنزل، لن يلاحظ أحد ما إذا كنت تقضي ثلاث ساعات في مشاهدة مقاطع فيديو مضحكة على يوتيوب أو ساعتين في لعب ألعاب الفيديو، ولا يسأل أحد عما إذا كنت لا تزل تعمل على هذا التقرير الذي كان مقررًا تسليمه يوم الجمعة الماضي لتجد نفسك تهدر الكثير من الوقت في لا شيء.

لتحفيز نفسك عند العمل من المنزل، يمكنك الاستفادة من أدوات إدارة الوقت الحديثة مثل تطبيق StayFocuses لمتصفح "كرووم،" وLeechBlock  لمتصفح "فايرفوكس" لتحديد ما تقضيه من وقت في تصفح منصات التواصل الاجتماعي. ويمكنك أيضًا استخدام برنامج RescueTime الذي يمكنه تتبع مقدار الوقت الذي تقضيه على المواقع الإلكترونية والتطبيقات المختلفة خلال اليوم.

يمكن أن تشعر بالوحدة

قد يرى الكثير من العاملين أن العمل من المنزل ميزة استثنائية حيث يمكن للموظف العامل من المنزل الاستمتاع بوقته منفردًا دون تشتيت الزملاء وطلبات المديرين. لكن "العزلة" تؤثر سلبًا على الموظف وعلى أداؤه.

في المنزل، لا يتعامل الموظف مع زملاؤه ويكون بعيد تمامًا عن مستجدات العمل وعن الحوار مع الزملاء ليجد نفسه بعد مدة من الوقت- ليست بالطويلة- يعاني لشحذ مهارات التواصل مع الآخرين التي فقدها بعزلته في المنزل.

لا يوجد فاصل بين العمل والحياة

في المنزل، لا توجد فترات راحة. كل مهمة جديدة هي "عاجلة". غير مسموح لك بإيقاف تشغيل البريد الإلكتروني أو تجاهل الرسائل الفورية. ولا يوجد أي شخص آخر مسؤول: إذا كان هناك شيء يحتاج الإنجاز، فالأمر متروك لك.

وهنا تظهر مزايا العمل من المكتب: فهو يفرض مقياسًا للفصل بين العمل وعدم العمل.

وختامًا،

حاولت أن أنقل لك تجربتي بما تتسم به من مزايا وعيوب لأترك لك القرار إما بالعمل من المنزل أو العمل في المكتب. وتسهيلاً لاتخاذ القرار، دعني أخبرك بأن د. جوب يوفر لك جميع أنواع الوظائف: بدوام كامل وبدوام جزئي ومن المنزل وفي المكتب وحتى خيار العمل المستقل نوفره لك، ترغب في تصفح الوظائف؟