كان لفيروس كورونا عظيم الأثر على حياتنا؛ فامتد تأثيره ليتجاوز الصحة ويصل إلى العمل وأسلوب الحياة وطريقة التفكير.
وبعد انتشار فيروس كورونا في عام 2020، شهد سوق العمل العالمي تحولات جذرية؛ فقد الملايين وظائفهم، وبدأ الملايين وظائف جديدة لكسب المال لتغطية نفقات الحياة، وتحول الملايين إلى أنظمة العمل من المنزل والعمل عن بُعد.
ومع هذا الوضع الطبيعي الجديد، بدأ الموظفون في اكتشاف طرق جديدة لكسب المال عند العمل من المنزل حيث تحقيق توازنًا أكبر بين العمل والحياة وإمكانية العمل بحرية في أكثر من وظيفة واحدة.
ولكن، هل تستمر هذه الاتجاهات الجديدة في عام 2022 وما بعده؟
لنكتشف ما إذا كنا سنواصل العمل من المنزل أم لا ونتعرف على المزيد عن نمو العمل عن بُعد بين عامي 2020 و 2021 وكيف سيؤثر ذلك على مستقبل الوظائف في العالم.
أهم إحصائيات العمل عن بعد
كان العمل عن بُعد حلماً للعديد من الموظفين، بينما يرى أصحاب العمل أنه كابوسًا؛ كيف يمكنهم الوثوق بموظفيهم وضمان الإنتاجية عند البقاء في المنزل حيث لا يبعد الموظف عن "نتفليكس" سوى نقرة واحدة، ولا يبعده عن المطبخ سوى خطوتين ليطهو وجبته المفضلة؟ومع ذلك، وبعد انتشار فيروس كورونا، فإن جميع الشركات تقريبًا أجبرت على التحول إلى العمل عن بعد للحفاظ على استمرار أعمالها، لذلك أدرك الكثير منهم أهمية الأنظمة المنزلية أو العمل من المنزل وكيف أنها ضرورية في ملء فجوات العمل بتوظيف مستقلين، لذلك ستكون أنظمة العمل "المختلطة" هي المعيار الجديد في عام 2022.
وفقًا لتقرير Mercer الصادر في عام 2021، ستكون الأنظمة الهجينة هي المعيار الجديد لحوالي 70٪ من الشركات. وتأتي "أدوبي" و"سيلز فورس" و"سبوتيفاي" و"تويتر" كمثال للمؤسسات المعروفة التي أجرت التحول فعلاً.
فضلاً عن ذلك، وفقًا لمؤشر اتجاهات العمل من "ميكروسوفت"، تفكر 66٪ من الشركات في إعادة هيكلة مكاتبها من أجل أنظمة عمل مختلطة أفضل.
هذا لأن الشركات أدركت أن التواجد في المكتب من الساعة 9 إلى 5 لا يضمن حصولهم على عمل عالي الجودة.
ومن ناحية أخرى، يجد الموظفون أنه من المريح أكثر أن يعملوا من منازلهم حيث يمكنهم الاستمتاع بأفضل ما في العالمين. وفقًا لاستطلاع رأي أجراه موقع إلكتروني عالمي مستقل، يرغب 58٪ في العمل عن بُعد بدوام كامل، ويفضل 39٪ نظام العمل "المختلط"؛ إنها نسبة مدهشة حيث إن ما يقرب من 97٪ من الموظفين لا يريدون العودة إلى مكاتبهم.
يُعد "العمل عن بعد" ميزة عندما يتعلق الأمر بالبحث عن وظائف جديدة
58٪ من الموظفين على استعداد للبدء في البحث عن وظيفة جديدة إذا أجبرتهم شركاتهم على العمل من المكتب، وفقًا لاستطلاع رأي أجرته إحدى منصات العمل الحر الرائدة في عام 2021.لذا، لن يكون مفاجئًا إذا قلنا أن وفقًا لاستطلاع مماثل، 44٪ من المشاركين يعرفون شخصًا واحدًا على الأقل يخطط لترك وظيفته إذا طلبت منه شركته العمل من المكتب.
يصبح العمل عن بعد أمرًا ضروريًا لنحو 24٪ من الموظفين إلى الحد الذي يكونون فيه على استعداد للمساومة على جزء من رواتبهم أو أيام إجازتهم.
وفي هذا الصدد، يتعين على الشركات اعتماد أنظمة مختلطة للاحتفاظ بالمواهب الاستثنائية واجتذابها حيث إن 90 بالمائة من كبار المديرين يعتزمون الآن العمل من المنزل، وفقًا لاستطلاع أجري في عام 2021.
علاوة على ذلك، وفقًا لاستطلاع أجري في عام 2020، فإن 79 بالمائة الموظفين اتفقوا على أن لديهم ولاءً أكبر لشركاتهم لأن لديهم خيار العمل من المنزل.
يساعد "العمل عن بعد" على نمو الأعمال
هل تعلم أن عوامل التشتيت في مكان العمل تكلف الشركات حوالي 600 مليار دولار سنويًا؟ وهل تعلم أن 45-40٪ من الموظفين أكثر إنتاجية في المنزل منها في المكتب؟لم تؤثر أنظمة العمل عن بعد على أرباح الأعمال، وفقًا لـ 94٪ من الشركات التي شملتها الدراسة. اتفق 76٪ على أن الإنتاجية ظلت كما هي، وقال 27٪ أن الموظفين أكثر إنتاجية عند العمل من المنزل.
ووفقًا لدراسة أجرتها منصة عالمية مستقلة مع 2100 مشاركًا، قال 51٪ أنهم يتمتعون بمستويات إنتاجية أعلى عند العمل من المنزل، بينما اتفق 95٪ على أن معدلات إنتاجيتهم في المنزل تشبه تمامًا معدلات إنتاجيتهم في المكاتب.
وعلى الرغم من اختلاف الأسباب، فيما يلي أهم الأسباب التي تجعل الموظفين أكثر إنتاجية عند العمل من المنزل:
- قلة عوامل التشتيت (68 بالمائة)
- شدة التركيز (63 بالمائة)
- قلة الضوضاء (68 بالمائة)
- بيئة العمل أكثر راحة (66 بالمائة)
- عدم وجود سياسات المكاتب (55 بالمائة)
وافق 40٪ من العمال على أنهم أكثر إنتاجية وكفاءة عند العمل من المنزل.
ووفقًا للخبراء، فإن العمل عن بعد قد يعزز كثيرًا مستويات الإنتاجية في الولايات المتحدة بنسبة 5٪ مقارنة بما كانت عليه قبل كورونا، مما سيعزز الاقتصاد بلا شك.
70٪ من الموظفين يتمتعون بصحة عقلية أفضل عند العمل عن بعد
لا شك أن بيئة العمل حول الموظفين لها تأثير مباشر على صحتهم العقلية. ووفقًا للاستطلاع السنوي العاشر، قال 70٪ من الموظفين أنهم يتمتعون بصحة نفسية أفضل وسلوكًا إيجابيًا عند العمل من المنزل. وقال حوالي 18٪ إن تجاهل الشركات لصحة موظفيها العقلية كان خطأً كبيراً خلال هذه الأوقات الصعبة.يعاني الموظفين العاملين بدوام كامل من ضغوط مماثلة ولديهم صحة نفسية سيئة لأنهم لا يستطيعون تحقيق التوازن بين العمل والحياة.
ومن بين هؤلاء الموظفين عن بعد، وافق 48٪ على أنهم نجحوا في تحقيق التوازن بين العمل والحياة، وقال 54٪ أنهم أصبحوا أفضل عاطفياً.
وضمن الاستطلاع نفسه، قال 76٪ من الموظفين أن التشتيت في مكان العمل يؤثر سلبًا على عواطفهم حيث يصبحون أكثر توتراً، و 17٪ يوافقون بشدة.
يساعد العمل عن بعد على توفير المزيد من المال
يعد التنقل وتناول الغداء من بين أهم الاحتياجات التي تحتاج إلى المال يوميًا عند العمل من المكتب، لذلك، يمكن للعاملين عن بُعد توفير المزيد من المال حيث أظهرت الدراسات أنه يمكنهم توفير حوالي 4000 دولار سنويًا.وفي دراسة أجريت في عام 2021، جاء "توفير التكاليف" من بين أفضل الامتيازات للموظفين للبحث عن وظيفة عن بُعد. إضافة إلى ذلك، يقول 38٪ أن العمل عن بُعد يوفر لهم ما لا يقل عن 5000 دولار سنويًا، ويتوقع موظف بين كل خمسة موظفين توفير أكثر من 200 دولار أسبوعيًا أو 10000 دولار سنويًا.
يتمثل أحد الجوانب الإيجابية للوباء في أنه أجبر البشر على تغيير ممارساتهم، مما أدى إلى تقليل الملوثات، وانخفاض الانبعاثات، ونقاء المياه في جميع أنحاء العالم.
ويرجع البعض هذا التحسن في البيئة إلى تحول الملايين من الموظفين إلى العمل عن بعد مما أدى إلى تقليل التنقل بالمركبات يوميًا ومن ثم قلة الملوثات.
ويتوقع المتخصصون أن تنخفض نسبة ملوثات الهواء كثيراً، حيث يعمل 3.9 مليون موظف من المنزل، مما يعني أن 600 ألف سيارة لن يتم تشغيلها يوميًا لمدة عام. وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2025، سيكون هناك ما يقرب من 36.3 مليون أمريكي يعملون من المنزل.
سيؤثر ذلك على جودة الهواء حيث يتم تبني سلوكيات أكثر صداقة للبيئة، مثل تقليل استخدام الأوراق، وترشيد استهلاك مكيفات الهواء، وأنظمة الإضاءة، وغيرهم.
يعزز "العمل عن بعد" الرضا الوظيفي
خلال عام 2020 المملوء بالتحديات، أظهرت الإحصائيات أن الموظفين الذين يعملون من المنزل هم أكثر سعادة من نظرائهم العاملين في المكتب.فضلاً على ذلك، أفاد مؤشر سعادة القوى العاملة أن 57٪ من الموظفين أكثر رضا عن وظائفهم أثناء العمل من المنزل.
لذا، تُظهر جميع الدلائل أن أنظمة العمل عن بُعد لها تأثير إيجابي هائل على الموظفين وصحتهم ورفاههم العقلي.
العمل عن بعد آخذ في الارتفاع في عام 2021 وما بعده
وفقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة (SBU) في مايو 2020، من المتوقع أن تزداد معدلات العمل من المنزل، حيث يرتفع من 5.5 في المائة إلى 16.6 بالمائة من جميع أيام العمل.وبحلول عام 2025، سيعمل 36.2 مليون أمريكي عن بُعد، وهو ما يمثل 22 بالمائة من إجمالي القوى العاملة- بزيادة قدرها 87 بالمائة مقارنة بعدد الموظفين عن بُعد قبل انتشار فيروس كورونا!
العمل عن بعد دائم
تضاعف عدد العمال عن بعد في عام 2021. لذا، يتوقع الخبراء أن الشركات ستتبنى بشكل دائم أنظمة العمل عن بعد.وفقًا لاستطلاع Gartner CFO، يهدف ثلثا المديرين الماليين (74 ٪) إلى نقل الموظفين بالكامل إلى العمل عن بُعد بمجرد انتهاء أزمة كورونا. وتخطو شركات التكنولوجيا الكبرى، كما كان متوقعًا، خطوات كبيرة في هذا الصدد. تم إخطار العاملين في "تويتر" ومقره سان فرانسيسكو في مايو بأنهم سيظلون يعملون عن بعد إلى الأبد.
وفي الوقت نفسه تقريبًا، اتبعت "سكوير"، التي يديرها أيضًا جاك دورسي، نهجًا مشابهًا، مما سمح للموظفين بالعمل من المنزل بشكل دائم، حتى عند إعادة فتح المرافق.و في أواخر شهر مايو، أكد الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا،" مارك زوكربيرج، للعاملين أن العديد منهم سيعملون عن بُعد بشكل دائم، وتخطط الشركة لتنفيذ ذلك حتى عام 2020.
ستتحقق جميع أحلامك ذات الصلة بالعمل عن بعد
بعد هذه الامتيازات اللانهائية المتمثلة في الحصول على وظيفة عن بُعد، قد تفكر الآن في بدء مهنة جديدة عن بُعد حيث يمكنك الاستمتاع بالعمل وأنت مرتاح في منزلك مع الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة وتوفير المزيد من المال.سيساعدك د.جوب برو على بدء حياة مهنية مستقلة من نقطة الانطلاق الصحيحة بوظائفنا ذات الدوام الكامل والمستقلة وبحساب واحد فقط،